الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً 50758410


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً 50758410
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً

اذهب الى الأسفل

الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً Empty الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً

مُساهمة من طرف rani الأحد يوليو 25, 2010 3:05 am

الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً

على الرغم من التَّحفظات القائمة حول مصطلح النسويَّة أو الفمنيزم feminisme وحدوده، فإنَّ الحركة النسويَّة قد فرضت وجودها في الساحة الفكريَّة. كما أن تاريخ الحركة النسويَّة في مجال الأدب تاريخٌ قديم ظهر ذلك في كتابات أمثال ماري ولستونكراف (Mary Wollstonecraft)، وفي كتابات الأديبة الفرنسيَّة سيمون دي بوفوار (Simone De Beauvoir)، وأسفرت تلك المقاربات عن حقلٍ نقديٍّ يهتم بالإنتاج النسوي الأدبي وقضايا المرأة، وظهرت مصطلحات متعلِّقة بهذا الحقل نحو: جينو-كرِتزيسم(gynocriticism)، أو النَّقد النِّسوي، ومصطلح النَّص النِّسوي (gynotext). هذا، ومن فروع النَّقد النسوي ما يعرف بـالنِّسويَّة الزنجيَّة (Black Feminist Criticism).

وفي هذا المجال، يرفض معظم الكاتبات الأفريقيَّات والناقدات أن يُشار إليهنَّ بوصفهنَّ كاتبة نسويَّة. بل كاتبة، أنثى، إنسانةٌ من العالَـم الثاَّلث. بتعبير الناقدة النيجيرية أمُولاَراَ A. Leslie.

هذا بالإضافة إلى البدائل المصطلحيَّة المطروحة مثل الأنثويَّة، womanism بوصف هذا المفهوم بديلا للنموذج الغَربي لمفهوم النسويَّة، وتمييزًا بين صراعات النِّساء في ثقافات أفريقيا وغيرها عن تلك التي عرفتها المجتمعات الأوربيَّة من انفصامٍ وصراع بين الرَّجل والمرأة.

لذلك، حين برزت الكاتبة السنغالية حواء تيام، Awa Thiam بكتابها كلمتي للزِّنجيات، ma parole aux négresses,1978، وحملت فيه حملةً شعواء على كثيرٍ من الأسس الدِّينيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة الركيزة في المجتمع الأفريقي مما له علاقة مباشرة بالمرأة مثل: تعدُّد الزوجات، وخروج المرأة للعمل، وخفاض المرأة، والزواج العشائري… انبرتْ لها كاتباتٌ أخرياتٌ (مثل أميناتا صو فال) وفنَّدن مزاعمها.

ومن الأديبات اللاتي مثَّلن شيئاً من الفكر النسوي بمفهومه الغربي، وشجبن قوة التقاليد القَبليَّة، ورفعن راية التَّمرُّد على الرجل، الشاعرة الإيفوارية تانيلا بوني Tanella Boni فهي تمثِّل رمزاً من رموز الحركة النسوية الأفريقيَّة، ويطغى على شعرها الإيغال في النَّرجسيَّة عن حالة المرأة الأفريقيَّة، ويرى بعض زميلاتها أنَّها فرضت على نفسها وعلى المرأة الأفريقيَّة تيهاً، ثم انطلقت تهيم على وجهها باحثة عن مخرج، وما ذاك إلا أنها وضعت المرأة الأفريقيَّة في سياق غَربيٍّ-مسيحي، وبطريقة إسقاطيَّة، أجرتْ عليها جميع صور التَّمييز والظلم والمهانة التي خضعت لها المرأة الغَرْبيَّة. تقول في إحدى قصائد ديوانها متاهة وذرات رمل، Labyrinth et Grains de Sable, 1993.

بلا اسمٍ أنتِ

منذ بدء الخلق

بلا صوت

حواء أو أي شيء

أيَّتها اللا – ذَكَـر

لا وجود لكِ

إلا باسم رجل

يعيرك اسمه الإلهي

……

إغراء جنـة عدن

الحية الملعونة

ضلع الرَّجل أو أي شيءٍ آخـر

……

لسان الثُّعبـان

تبتلعين بؤسَـكِ

غمرتكِ السَّعـادة!

في غياهب شقاوتك

يا غير-ذَكَـر

وعلى كلٍّ، فإنَّها شاعرة روائيَّة غزيرة الإنتاج، قديرة، أثبتت وجودها في الساحة العالميَّة، وفي الأوساط الفرنكوفونيَّة في فرنسا وكندا وغيرها.

وبتجاوز تلك الطُّروح المتعلقة بمفهوم النسوية، ومدى صحَّة تحقُّقها في السياق الأفريقي للحديث عن مشاركة المرأة الأدبية عامَّة، وعن الشعر خاصَّة في أفريقيا جنوب الصحراء، فإنَّ أسماء مرموقة تستوقفنا في هذا المقام، وأوَّل اسمٍ يعترضنا الشاعرة الأديبة نانا أسماء (1793-1864م)، بنت الشيخ عثمان دان فوديو مؤسِّس الدولة الإسلاميَّة في صوكوتو شمالي نيجيريا، فهي الأديبة الأفريقيَّة الأولى على الإطلاق بغزارة إنتاجها الأدبيّ والعلمي، ونضج هذا الإنتاج، فقد وصلت مؤلفاتها نحواً من سبعين كتاباً، في شتى العلوم والمعارف العربيَّة والإسلاميَّة. وفي الأدب السواحيلي تستوقفنا الشاعرة مُوَانا كوبونا (1810-1860) ولها القصيدة المشهورة utendi wa Mwana Kupona.

وفي العصر الحاضر، فإنَّ أولَّ ظهورٍ للشعر النسوي المعاصر في غرب أفريقيا يعود إلى الشاعرة أَنوما كاني (كوت ديفوار) في قصائدها مياه نهر كُومُوي، les eaux du Comoe, 1952، غير أن الانطلاقة الحقيقيَّة لإيقاعات الشِّعر النسوي تُعزى إلى رائدة الأدب النسوي السنغالي الشاعرة آنيتْ مْبايْ دي نيرفيلA. M`Baye d`Enerville, . وذلك في ديوانها الشعري الأول: قصائد أفريقيا، Poemes d`Afrique, 1965 تشيد في تلك القصائد بأفريقيا وتقاليدها وقِيَمها، وتحثُّ شعوب أفريقيا الحديثة العهد بالاستقلال على العمل والسَّعي الحثيث نحو التَّقدم.

ألستُ أنا دِيالي (راوية شعبيَّة)؟

معلِّمة الكُـورا (آلة غنائية)
ألستُ أنا قـوَّالة

حارسة الكلمات السِّحريَّة؟

وبعد أن تثبت أحقِّيتها وجدارتها بفنِّ القول، وتحتكر لنفسها حقوق التَّحدث باسم شعبها، تقول:

تشدُّ النساء وسطهنَّ، وفي أيديهنَّ (خشبة) المطحنة الثَّقيلة

يحاكين بها الإيقاع الثابت

للدُّول التي قامت

طامـا، جُورُنْغ، دِيُـودُونْغ (طبول شعبيَّة)

تقول للرياح الأربعة

إنَّ أفريقيا قد قامت

وهي تمشي نحو النُّور

والميزة عند هذه الشاعرة استلهام المظاهر الثَّقافيَّة الأفريقيَّة توظيفها توظيفاً رمزياًّ دقيقًا يطوِّعها للمواقف والظُّروف الراهنة، فهي تربط ربطاً محكماً بين إيقاعات خشبة الطَّحن في أيدي النساء، وأصوات الطبول الأفريقيَّة، وكأنَّ أفريقيا تدبُّ على تلك الإيقاعات المتآلفة نحو التَّقدم والازدهار.

وها هي أيضاً تستوظف مراسم الختان، ومخاطبة أمٍّ لولدها المختون، لتقيم بذلك علاقة خفيفة بين حالة أفريقيا الحديثة وحالة الولد المختون. تقول على لسان الأم:

في هذا المساء أصبحتَ رجلا!

إنَّك رجل يا ولدي!

بجلدك المقطوع

بدمك المسفوح
بنظرتك الباردة

إنَّك رجل يا ولدي!
بالمِشرط المرهف

بخوفك المنحسر

بأرض أجدادك ……

فالختان كما هو معروف، مرحلة انتقال من الصبا إلى الرجولة، والشاعرة تذكِّر أفريقيا بـرجولتها، وتعدِّد لها جميع التَّضحيات التي ضحت بها من أجل استحقاق تلك الرُّجولة، بدماء الأبطال، وألوان المعاناة التي خضعت له الشُّعوب في سبيل استقلالها.

توالت بعد ذلك الأصوات النسويَّة في مختلف فنون الأدب الأفريقي، أمثال الشاعرة كوليبالي ميشيلين (ولدت 1950، كوت ديفوار)، ولينْكنْغ ويرِي وِيري، (1950 كاميرون)، وكريستين آكُوا (1954 توغو)، وبِنيكا ليسوبا، (1957 كونغو)، وساندرا كانْزي، (1966 بوركينافاسو)… وغيرهن.. ونقف في الفقرات الآتية عند ثلاثة نماذج من الشواعر المعاصرات.


1 - Bernadette Sanou

ولدتْ برناديتْ سانو عام 1952 بمالي، ولها إبداعاتٌ كثيرة في فن القصة القصيرة، وأدب الأطفال، والشعر، توزَّرت في حكومة بوركينافاسو عام 1999م، بعد أن تقلَّبت في مراكز حكوميَّة وهيئات عالميَّة عدَّة.

تنحو هذه الشاعرة منحًى اجتماعيًّا في التركيز على معاناة الإنسان، وعلى معاناة المرأة في سبيل تحقيق حياة كريمة، والتَّخفيف من وطأة العيش تحت الظروف المفروضة خاصَّة على مجتمعات العالَم الثالث، تقول في إحدى قصائد ديوانها: المخاض، Parturition:

أردتُ – فحسب – أن أقول

شعبي

همِّي ذلك الطفل العاري

ذو البطن المنتفخ من سوء التغذية
همي ذلك الصبي في ثوبٍ أسمال

المتخبط في أتربة الشوارع
وقد بيَّضت رياح الهرمَتان (الشتاء) وجهَه

يمدُّ إلى المارِّين علبة طماطم فارغة

يرجو السَّبيل Sebile

……

أردت – فحسب – أن أقول

شعبي

همِّي المرأة التي قضتْ نحبها عند الطَّلق

لقد انطفأت علوم العجائز القابلات!

وتتميَّز هذه الشاعرة بالاهتمام بالمشكلات التي يعاني منها جميع طبقات الجسد الاجتماعي، من فقر، وجوع، ومرض، وظلم… ومن كثرة تشكِّيها باسم شعبها، تشعر أن الآذان قد ملَّت سماعها.. تقول:

رجاء لا تسأمُّن صوتي

ابحثوا عن شعري

في السوق الشَّعبي، في الشارع
في عيون الصَّبي الجائع
ولكن على كلٍّ، وفوق كلِّ شيء

رجاءً لا تسأمُّن صوتي…





2 - N`Deye Coumba M`Bengue Diakahte

ولدت نْداي كومبا في منطقة روفيسْك السنغال (1953)، من أسرة صوفيَّة مرموقة في السياسة والمجتمع. هي في شعرها أكثر اهتماماً بالقضايا الاجتماعيَّة، وبأحوال المرأة ووضعها في المجتمع الأفريقي الحديث، وتتميَّز برؤيتها العالميَّة، واستحثاثها للمرأة باستعادة مكانتها الاجتماعيَّة، وتنطلق من ذلك إلى الدعوة إلى وحدة نسويَّة عالميَّة وسيلةً لإنقاذ العالَم من المآسي الرَّاهنة.

تقول في إحدى قصائدها: (ديوان: بنات الشمس: كلمة تقدير للنساء، Les Filles du Soleil: un hommage aux femmes, 1980).

لو تكاتفت جميع نساء العالَم

لتكوين حزامٍ لتطويق العالَم،

لو تجمَّعت نساء العالَم وغنَّين معاً بصوتٍ واحد

لسحق الاستغلال، ونشدان الحريَّة،

لو دقَّت قلوب النساء جميعهن في إيقاعٍ واحد،

لإنعاش الدنيا العجوز المختنقة بالمآسي
لو أرادت النساء إرادةً حقَّة

لَوُلِد في الدنيا العجوز قلبٌ صافٍ، مليء بالحب والحياة،

يضخُّ -بلا توقُّف- بالسعادة الغامرة.


الصوفية وبصمات على الأدب الأفريقي

إذا كانت الصوفية قد أمَّدت الأدب العربي بإبداعات رائعة، فإنَّها كذلك قد فتَّقت قرائح أدباء أفريقيا، أمثال: نيانْ سِيغا فاطو، وخدِي فال، وحليمة كونيهْ، هذا غير الرجال أمثال: أحمدو هامباته باه، وحميدو كانْ، وكمارا لايْ المتأثرين بالصوفية.

فللمرَّة الأولى في تاريخ الشعر الأفريقي المعاصر يصادفنا التَّوظيف الواعي للرؤية الإسلاميَّة في إغناء الخيال الشعري ومضامينه، جاء ذلك على يد الشاعرة كيني كيراما فال.





3- Kine Kirama Fall

وهي –مثل زميلتها نْداي كومبا السالفة الذكر- ربيبة بيت صوفي في مدينة روفيسكْ وهي من مراكز الصُّوفية المشهورة على سواحل السنغال، كرَّست هذه الشاعرة جلَّ شعرها للطبيعة الغنَّاء، متأمّلة في جمالها، مستمتعة بإيقاعها، مسبِّحة في جنباتها عظمة الخالق المبدع.

ومن القصائد التي تجلَّت فيها هذه النَّظرة التأملية في الكون والوجود، والوصول –من خلال التَّأمُّل الدَّقيق- إلى حتميَّة وجود خالق مدبِّرٍ لهذا الكون مستحقٍّ للعبادة والخضوع والدعاء، قصيدتها المطوَّلة في ديوانها: أغاني النَّهر الدافئ أو نشيد للحب، Chants de la riviere fraiche l`hymne a l`amour, 1975 وعنوانها: انطلاقة عميقة للروح، Les Elans de Grace: une quete profonde de spiritualite, 1979، تخاطب الشاعرة عناصر الطبيعة قائلة:

قولوا لي، أرجوكم

من أين تستقون شحنة التَّجدُّد

منذ الشروق حتى غروب الشَّمس؟

…..

أيمكنك أن تخبرني

عن منبع أصولك؟

وعن أصل نشأتك؟

أنتِ يا من تتربَّعين على سطح الرِّمال

إلى أيِّ مدًى تغوص عروقك؟

في أيِّ جهةٍ تختزنين الـمُؤَن؟

قولي لي ماذا تفرزين كلَّ يوم

…..

ومن خلال التأمل في ملكوت الله، وفي الطبيعة الفسيحة، تصل الشاعرة السائحة إلى حقيقة الخلق، وقدرة الخالق.

حقاًّ

لا توجد إلا عظمة الله الأوحد

ولا شيء يماثل
انطلاقَ الطَّبيعة حين تغنِّي الحب الأسمى

التي تفرزها الرُّوح

إنني أدرك الآن
منذ أن التقطت نفسي نسيمَ السَّماوات

أنَّه لا شيءَ يماثل.. لا شيءَ قطعاً يماثل

تألُّق الروح

وبعد التأمُّل في عجائب صنع الله المبثوثة في الطَّبيعة ومخاطبتها، ومعرفة كنه الوجود، وأنّه من لدن خالق قادر، تتوجَّه الشاعرة إلى الخالق المبدع، مستكينةً طائعة مسبِّحة لعظمة هذا الخالق القدير، مشتاقة إلى لقائه، توَّاقة إلى الفناء فيه كما هو معروف لدى الصوفية.

إنَّني أنحني بصمتٍ عميق
لأنَّ جمالك يبهرني

فتقبَّل روحي

يا سمـاء

روحي التي تحلق نحوك

لتبثَّ للملك القادر

المستوي في العلياء

أنفاسي المسبِّحـة الممجِّدة

……

وفي مخاطبتها لرب العزَّة، تستخدم ضمائر الخطاب الجمع، على طريقة التَّعظيم كما هو شائعٌ في الاستخدام الفرنسي، تقول:

إليكم تبزغ منِّي دوما

مرقصةٌ تنشد لكم قلبي

أعمق أوتارها

تمتدُّ نحوكم مثل قوس

إنِّي أحبُّكم، وأعبدكم يا إلهي

إنَّها أنشودةٌ يغنِّيها لكم قلبي

بلا فتور

سينتهي هذا اللَّحن فـيَّ

عندما تنتهي حياتي

وإذا أعجبتكم يا إلهي أغنيتي
فاحفظوني أبداً في كنفكم يا إلهي

وهي حين تستعدُّ لمناجاة ربها وعبادته، تشرِك جميع عناصر الوجود في هذا التَّسبيح الكوني، وتكون في أبهى مظاهرها، جامعةً حولها كلَّ مباهج الدُّنيا لتكون بمظهرٍ يليق بربِّ الجمال و التَّقديس.

سوف أدعو جميع الأزاهير

والعطور والبخور

غداً في مسكني

سأتزيَّن بجميع جواهري
وأرتدي أجمل ثيابي

وأصلِّي لربي



بهذا العرض العاجل، يجمل –في هذا المقام- تدوين بعض الملامح العامَّة حول الأدب والشِّعر النِّسوي في أفريقيا جنوب الصحراء:

- كثرة الإنتاج الشِّعري لدى النساء وقلَّته عند شقائقهن الرِّجال، وكذلك كثرة عدد النساء الشواعر، فكلُّ ما لدينا من الإنتاج الرجالي في الشعر قام به حفنة من رواد الأدب الأفريقي الذين التفُّوا حول الحركة الزنوجيَّة (negritude)، التي اعتمدت الشعر، أمثال الشاعر السنغالي دافيد ديوب، وليوبولد سنغور (السنغال)، وفرانسيس بيبي (كاميرون)، و برنارد دادييه (كوت ديفوار). ويبدو من قوائم المجاميع الشِّعريَّة للشواعر المعاصرات أن منطقة سنيغامبيا قد استحوذت بالشِّعر النِّسوي بأسماء مرموقة في الأدب الأفريقي، أمثال: ميمونة ديوب M. Diop، وحواء تيام، وفاطو نْجاي F. N`Diaye، ونْدايْ نْيانْغْ N`Deye Niang ، وكومبا جَخاتِي.



- التميُّز الأدبي لدى النساء، ولعل ذلك راجع إلى تأخُّر الحضور النسوي، ومجيئها بعد أن استقام الأدب الأفريقي واستوى وخرج من كثيرٍ من أعراض مرحلة طفولته. وقد يرجع أيضاً إلى الإعداد الفكري والأدبيّ والثقافي الجيد لدى النساء، حيث حاز معظمهن مراتب علميَّة عالية، مثل الدكاترة: كانْدي سِيلفي، وفاطو كايتا، وفاطو دِيوم (السنغال)، وباسولي ويدراغو، ومونيكا إلبودو (بوركينافاسو)، وفيرونيك تاجو، وهانرييت دياباتي (كوت ديفوار)، وفايْك نْزوجي (كونغو)، وغيرهنَّ مقارنةً بالرجال الأوائل الذين كان بعضهم ممَّن تثقَّف بنفسه، مثل عثمان سامبين، وآخرون أخذوا القلم لأن الوضع الأفريقيَّ لم يكن يُطاق عنه السُّكوت.

يضاف إلى تلك العوامل أن معظم الشواعر والروائيات الأفريقيات متعدِّدات الثقافة واللغة، مثل: خدِي = خديجة هاني، وفوفانا عائشة (كوت ديفوار)، وآمنة مايغا (مالي)… فمنهنَّ من يكتب بالفرنسيَّة والإنجليزيَّة واللغات المحليَّة مثل الكاتبة مَامْ ديانغ، وخَدِي فالْ (تكتبان بلغة الوُلوف)، وغيرها من اللغات، بينما الرِّجال كانوا من صنع فرنسيٍّ بحت.

- أن الكتابة النسوية في أفريقيا لم تنحصر في الموضوعات ذات العلاقة بالمرأة، بل كان لها حضور متميز في القضايا السياسيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، فلدينا النماذج الكثيرة من الشواعر والروائيات اللاَّتي أقضن مضاجع الكيانات الاستعماريَّة والحكومات الديكتاتوريَّة، أمثال الشاعرة Neomia de Sousa في الموزمبيق، والشاعرة Lindiwe Mabuza و Zindzi Mandela بنت نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.
rani
rani
المدير العام
المدير العام

الأدب النِّسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعريَّةً W51110
عدد المساهمات : 127
نقاط : 277
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
الموقع : الخرطوم

https://ayvo.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى