دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة 50758410


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة 50758410
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة Empty دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة

مُساهمة من طرف امراءة الرزاز الأحد ديسمبر 05, 2010 9:35 pm

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة


لقد أصبح من المؤكد اليوم أن الرأسمال الحقيقي للمجتمعات لا يبني على ما تختزنه من موارد طبيعية و مادية و إنما أصبح يشمل الموارد البشرية أيضا باعتبار العنصر البشري هو أساس الرقي و التقدم المادي للمجتمع لذا فإن السياسات التنموية الناجعة هي التي ترتكز على حسن استغلال و استثمار العنصر البشري في المجتمع من أجل تشكيل قيم جوهرية للأفراد على شكل إتجاهات إيجابية و معارف و قدرات تستطيع مجارات التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم و ما يستتبعها من تغيير في أساليب الحياة و العمل و الإنتاج و في علاقة الإنسان بمحيطه الطبيعي و دوره الإجتماعي ، و ما يهمنا في هذا الصدد هو إثارة الإنتباه إلى أهمية الفرد داخل المجتمع باعتباره المحرك لديناميكية التنمية الإقتصادية و الإجتماعية ، صحيح أن الكل ينشد التنمية و التطور سواء على المستوى الفردي أو الجماعي و هذا لن يأتي مالم يقم كل فرد بتحديد و تفعيل دوره داخل المجتمع ، فإن كانت النخب المدبرة للشأن العام سواء كان محليا أو وطنيا تتحمل مسؤولية وضع البرامج و صياغة السياسات العامة و تنفيذ المخططات التنموية ، إلا أن هذا لا يكفي مالم تكن هناك استجابة نوعية من قبل الأفراد كل من موقع مسؤوليته باعتبار أن العلاقة القائمة بين الطرفين تكاملية و تفاعلية في إطار عملية التنمية ومركزية دور الفرد في تحقيق ذلك حيث يمثل عمودها الفقري و أداتها المحورية و تأسيسا عليه وجب التجرد من تلك النظرة القائمة على أن المسؤولية ملقاة فقط على عاتق النخبة المدبرة للشأن العام في تملص تام من تحمل أية مسؤولية . لأن التغيير المنشود لن يتحقق ما لم نقف بحزم على حدود مسؤولياتنا داخل المجتمع ، لذا فسوف لن أتطرق في هذا المقام إلى الجانب المتعلق بالسياسات المتخذة من طرف الأجهزة الرسمية لنهوض بالمجتمع بل سأركز على الجانب الذي ظل مغيب في مقاربتنا لواقعنا سواء كان محليـا أو وطنيـــــا ألا و هو الفرد و أهمية دوره في المجتمع و مدى استيعابه و تمثله لقيم الحريـــة و المسؤوليــــــة و المواطنة أثناء تأدية دوره انطلاقا من رصد التحولات التي مست الممارسات و منظومة القيم و العلاقات السائدة داخل واقعنا المعيش بغية الإسهام في صياغة الحد الأدنى من الوعي الجمعي القادر على استيعاب دور الفرد في عملية البناء الإجتماعي و تقدم المجتمع .




تشخيص الواقع الإجتماعي في ضوء المتغيرات .

إذا كانت التحولات التي لحقت المجتمع أفرزت العديد من المتغيرات منها الإيجابية و السلبية و هذه الأخيرة هي مناط المدارسة و المراجعة ، إذ بنظرة فاحصة لأساليبنا المعيشية و أنماط سلوكنا الإجتماعي يمكن الخروج بخلاصات مفادها أننا أصبحنا نعيش أزمة القيم المعكوسة فالكل يشتكي و ينتقد من مختلف الطبقات الإجتماعية و على جميع الأصعدة ننتقد السلبيــــات و التجاوزات خطابا و ندعمها ممارسة دون الإسهام في تقديم الحلول نتحدث عن الرشــــوة و الفساد و غيرها من الظواهر و نحن شركاء فيها نتكلم عن القيم و المثل و ممارستنا الفردية أبعد ما تكون عنها أصبح الضمير مرض يتعب من يتشبت به ننقب عن أخطاء الناس مهما كانت صغيرة و نضخمها لضرب كل ما قاموا به في تحيز تام لأفكارنا الخاصة و مصالحنا الشخصية ، نناقش النوايا و الدوافع وراء كل فكرة أو عمل دون مناقشة الفكرة أو الفعل ذاته نوزع أحكام القيمة في يقينه مطلقة بامتلاكنا الحقيقية نستهتر بالمرفق العام و نضخم المطالب على حساب أداء الواجب نتذمر من تراجع الخدمات العامة و لا نؤدي عملنا كل من موقعه الوظيفي ، لقد أصبحت علاقتنا الإجتماعية مأزومة و أضحى الكره لله شعارنا و قيم انتهاز الفرص و تنمية العلاقات الشخصية من أجل المنفعة الخاصة مدهبنا بل نولي أهمية خاصة لظاهرة الإنتهازية و الصعود الإجتماعي على معبر النفاق باختصار الهروب من المسؤولية شعار الجميع و واقعهم و أصبح الفرد داخل المجتمع فنان و بارع في تقديم خدمات لنفسه نستطيع أن نستمر في سرد المظاهر التي برز من خلالها أن الفرد فاعل في كل ما نعانيه لكن ما يهمنا هنا ليس سرد لهاته الظواهر فقط بل إثارة الإنتباه إلى أهميتها و انعكاساتها على المجتمع من منطلق أن المعرفة الصحيحة بالواقع من الشروط الضرورية لتجاوز إشكالاته ، انطلاقا من ممارسة النقد الذاتي و البدء بإصلاح أنفسنا لأن البناء يبدأ ببناء الذات و الفعل الذاتي بداية للفعل الجمعي ، لذا يجب أن نسأل أنفسنا و نراجع دواتنا و نبحث عن إدراك ما يؤدي بنا إلى فقدان عقلنا الجمعي و قدرتنا على الحكم و أولوياتنا و قيمنا .
الحرية و المسؤولية و المواطنة كمفعل لدور الفرد
إذا كنا نجتاز مرحلة انتقالية نحو إرساء الديمقراطية فإننا في المقابل نواجه جملة من التحديات التي نستوجب أكبر قدر من الحيطة و المرونة من أجل ضمان الاستقرار الاقتصادي و الاجتماعي بشكل يساعد على تجميع شروط الإقلاع الاقتصادي و صيرورة تنموية مستدامة و من بين هذه التحديات ترسيخ قيم الحرية و المسؤولية و المواطنة الواعية لذا لأفراد كقيم تساهم في بناء الوطن و تنتج مواطن حضاري ذي شخصية متوازنة و فاعل في الحركة الاجتماعية و مؤمن بالمشاركة و التشاركية المجتمعية و تضمن لنا الانتقال من العلاقة العمودية إلى العلاقة الأفقية في الانتماء إلى الوطن .
فمسؤولية رفع الوعي الفردي بهاته القيم تقع على مؤسسات التنشئة الاجتماعية كما يتحمل الجزء الأكبر منها الفرد ذاته لأنه كلما ارتفع الوعي الفردي ارتفع معه سقف الحرية الشخصية كعلاقة طردية و متلازمة تحترم الحقوق الأساسية للأفراد و تدرك أهمية الحيز المتاح للحرية الشخصية ، فبالحرية يمكننا إعادة صياغة الضمير الفردي و تحقيق المصالحة مع التاريخ و إيجاد مساحة من الإجماع اللازم و الحيوي لاستكمال ملامح الهوية الوطنية و زرع الثقة بين مؤسسات المجتمع و ترسيخ مفهوم المسؤولية الفردية و الجماعية على حد السواء من أجل وضع المجتمع على سكته التنمية و التقدم و منه فالمدخل الطبيعي لعالم الحرية هو الفكر الإجتماعي الحر لا احتراف نفذ النخب المدبرة للشأن العام تاركين الفكر الاجتماعي السائد يعاني القيود و الجمود و التخلف لذا فنحن في حاجة ماسة إلى تعلم ثقافة ممارسة الحرية لأنه لا حرية بلا مسؤولية و لا مسؤولية بلا حرية فالكل مسؤول بحسب وعيه و إدراكه و إمكانياته لدا يجب علينا أن ندرك أن المسؤولية هي اعتراف الفرد بمسؤوليته الشخصية وعن اختياراته في الحياة و ان لا يوجه لوما للآخرين الدين قدموا له في حدود ما هو متاح اليهم من معرفة ووعي و امكانيات فادا كانت ثقافة المسؤولية لم تعرف نجاحا في واقعنا الملموس وما نتج عن هدا الفشل من أعطاب أخلاقية و تردي في الحياة العامة يفرض علينا أولا أن نبدأ بالاضطلاع بالمسؤولية عن تصرفاتنا فادا كنا نسعى للحصول على الحرية فلندع هده الأخيرة تبدأ بقيام كل واحد منا بتطبيق نموذج من الحكم الذاتي على حياته الخاصة فالمجتمع الذي يريد التقدم و التطور عليه أولا أن يتعلم كيف يتحمل المسؤولية لأنها ممارسة نقدية تشاركية تميل إلى ممارسة الأنا الجمعي التضامني و تبتعد عن الفردية و تقبل الرأي الآخر المختلف معها و تحاوره للوصول إلى أفضل النتائج ادن هي عملية تطويرية تبحث عن الجديد و تضع المستقبل و تطوير العمل في خططها و مشاريعها و هده الرؤية التطويرية هي حاجة معرفية و تقنية و اقتصادية وطنية ادن هي مفتاح الأمل و محبة الوطن و الانتماء لمشروع بنائه.
وبتشبع أفراد المجتمع بقيم الحرية و المسؤولية في شقيها المعرفي و العملي التطبيقي نستطيع بلوغ المواطنة الفاعلة القادرة على إنتاج فرد فاعل و سؤول وواعي بواجباته و حقوقه و النابذ لكل إشكال التشتت و الفساد و الولاءات الضيقة التي أضحت تحتل أولوياتنا على حساب الوطن لان المواطنة حقوق و واجبات يمارسها الفرد بمسؤولية اتجاه نفسه و اتجاه الجماعة التي ينتمي إليها وهي لا تمارس إلا في مجتمع عادل ديمقراطي يحرص على المساواة و تكافؤ الفرص و تحمل أعباء التضحية لدلك فعند الحديث عن الديمقراطية وما تحتويه من قيم يجب ان نعي حقيقة المواطنة و التي هي القلب النابض للديمقراطية لان المواطنة تمكن الإنسان من آليات النتمية الذاتية و الانفتاح المزون على المحيط بالمحافظة على الهوية دون التصادم مع الأفكار الرائجة فيه ادن هي المجال الأنسب لاستيعاب جل الاختلافات و تعطي الشرعية لتعددية الآراء و التيارات المختلفة .
اذن فالبناء الاجتماعي هو تعاون و تفاعل وطيد بين افراد واعين و متشبعين بقيم البناء المدني و القيم المعنوية و الأخلاقية و يتحلون بجملة من المعارف و مسلحين بالآليات التي تمكنهم من النقد و التحليل و التقييم و ممارسة الرقابة و الإبداع و مهارات تمكنهم من المشاركة الواعية و الهادفة و تحركهم توجهات ايجابية و روح الحرية والمسؤولية و المواطنة و قبولهم باختلافات الأفراد الدين يشاركونهم نفس المجال الطبيعي وبهذا نستطيع ان ننتج فرد يدرك انه هو مصدر السلطات و مسؤول يحترم القانون متسامح يلتزم بالقيم المدنية المشتركة و يسهم ايجابيا في الحياة العامة و هدا يتطلب تظافر جهود الكل مؤسسات رسمية و مجتمع مدني من صحافة و جمعيات و أحزاب باعتبارهم منتجون لقيم المجتمع .
اذن هده جملة من العوامل و الركائز والقيم المشتركة التي تسهم في عملية البناء الاجتماعي و تقدم المجتمع و تنمية هدا الأخير يتطلب استنفار الوعي الفردي و استنفار القدرات الفردية في أداء الواجب .

امراءة الرزاز
[b]

امراءة الرزاز
متطوع مبتدئ
متطوع مبتدئ

عدد المساهمات : 2
نقاط : 4
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة Empty موضوع ممتاز

مُساهمة من طرف ?????? الخميس ديسمبر 09, 2010 11:45 pm

الاخت الفاضلة / امراءة الرزاز


موضوع قيم وممتاز جزاكي الله خيرا

??????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة Empty رد: دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة

مُساهمة من طرف montaga الأربعاء نوفمبر 16, 2011 12:48 am

جزاك الله خيرا
montaga
montaga
مدير مكتب الشئون الصحية
مدير مكتب الشئون الصحية

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة 211
عدد المساهمات : 55
نقاط : 89
تاريخ التسجيل : 01/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة Empty رد: دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة

مُساهمة من طرف rani الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 11:58 am

سلمت يداكي أختي الكريمة وجزاك الله خيراً
rani
rani
المدير العام
المدير العام

دور الفرد في المجتمع بين الحرية والمسؤلية والمواطنة W51110
عدد المساهمات : 127
نقاط : 277
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
الموقع : الخرطوم

https://ayvo.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى